السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كانت حياة النبيّ صلى الله عليه وسلم قبل البعثة حياة فاضلة شريفة
لم تعرف له فيها هفوة ولم تُحصَ عليه فيها زلّة لقد شبَّ رسول الله
صلى الله عليه وسلم يحوطه الله سبحانه وتعالى بعنايته ويحفظه من
أقذار الجاهلية لما يريده له من كرامته ورسالته حتى صار أفضل
قومه مروءة وأحسنهم خلقاً وأكرمهم حسباً وأحسنهم جواراً وأعظمهم
حلماً، وأصدقهم حديثاً، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم من الفحش
والأخلاق التي تدنس الرجال، تنزهاً وتكرماً حتى صار معروفاً
(بالأمين).
لقد نشأ سليم العقيدة، صادق الإيمان، عميق التفكير، غير خاضع
لترهات الجاهلية، فما عُرف عنه أنه سجد لصنم، أو تمسح به، أو
ذهب إلى عرّاف أو كاهن، بل بُغِّضت إليه عبادة الأصنام،
والتمسح بها.وكذلك بُغِّض إليه قول الشعر فلم يعرف عنه أنه قال
شعراً، أو أنشأ قصيدة، أو حاول ذلك؛ ولم يشرب خمراً قط، ولا
اقترف فاحشة، ولا انغمس فيما كان ينغمس فيه المجتمع العربي حينئذ
من اللهو، واللعب، والميسر، ومصاحبة الأشرار، ومعاشرة
القيان وكان يُدعى بالصادق الأمين، فهو صدوق عند قومه، وهو
الأمين، فكان محل ثقة الناس وأماناتهم، لا يأتمنه أحد على وديعة
من الودائع إلا أدّاها له، فكانت قريش لا تضع أمانتها إلا عنده لما
سُمع من أمانته وصدقه، ولا يأتمنه أحد على سر أو كلام إلا وجده
عند حس الظن به،
فاللهم صلي وسلم عليه بشرا رسولا
لكم جل الاحترام