حكم الاحتفال بعيد الميلاد الإنسان؟
لا
شك أن الأمة الإسلامية لها شخصيتها المتميزة ولها أفكارها ومبادؤها
المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن للأسف فإن الأمة
الإسلامية تخلت عن شخصيتها وأفكارها ومبادئها واستعارت أموراً كثيرة من
غيرها من الأمم غير المسلمة وأولع كثير من المسلمين بتقليد غيرهم فوفدت على
ديارنا كثير من العادات والتقاليد من غير المسلمين والتي لا تتفق مع
الإسلام ومن ضمن هذه الأمور الوافدة الاحتفال بأعياد الميلاد على مختلف
المستويات فهذا الأمر تقليد لغير المسلمين فإن الإسلام في أيامه الناصعة
المضيئة ما عرف مثل هذه البدع المستوردة. فهذا رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو قدوتنا وأسوتنا ما نقل عنه انه احتفل بعيد ميلاده وها هم الصحابة
الأجلاء رضي الله عنهم ما عرف عنهم ذلك وهؤلاء هم الذين قال فيهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
الخ) حديث صحيح.
فأعياد الميلاد هذه بأنواعها لم تكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الله
عليه وسلم ولا صحابته الكرام ولا عرفت مثل هذه الأعياد إلا بعد القرون
الثلاثة الفاضلة مما يدل على أنها محرمة وليس لها أصل في الإسلام - وبدلأ
من أن يحتفل الإنسان بعيد مولده كان الأولى به أن يتذكر أنه كلما مر عليه
يوم من أيامه فإنما هو يقترب من النهاية أي الموت فلتكن له عبرة بانقضاء
الأيام والسنين، وعليه فإن الاحتفال بهذه الأعياد بجميع أنواعها من البدع
المحرمة وهي بدعة مذمومة ولا يجوز القيام به لقوله صلى الله عليه وسلم: (من
أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) . كما أن الاحتفال بأعياد الميلاد
تشبه بغير المسلمين وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم
فهو منهم) رواه أبو داود وهو حديث صحيح. وبذلك أفتى العلماء ابن باز وابن
عثيمين والفوزان وغيرهم.
والله أعلم.
كتبه: الشيخ هشام برغش