ببسم
تقريظ وتقديم
حمداً
لله الذي أنزل القرآن بلسان عربي مبين ، وصلاة وسلاماً على أفصح من نطق
الضاد من العالمين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :
فإن أولى
العلوم ذِكْراً وقدراً ، وأعظمها ذُخْراً وفَخْراً : القرآنُ العظيم ،
المحثوثُ على تعلُّمه معنى ولفظاً ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «
خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ »(1).
لذا عكف أهل
الإسلام والمِلَّة : على تعليمه وتعلُّمه ، ولم يَخْلُ زمان وعصر مِمَّن
جَمَعَ في سبيل ذلك شيئاً ، وممن تعلَّق من ذلك بسبب ، وضَرَبَ فيه بِسَهْم
: الشيخ المقرئ حسان بن سالم بن محمد (رحمني الله وإياه) في كتابه
المستطاب (( القاعدة المكية )) ؛ حَيْثُ سلك في تصنيفه مسلكاً لطيفاً ،
غايته : تعليم القراءة والهجاء ، ووسيلته : كلمات القرآن وآياته ، مع حسن
تهذيب وجَمْع ، وبراعة تأليف وَوَضْع ، فجاء كتابه وحيداً في بابه ، فريداً
في مِحرابه .
هذا والعصر حاله لا يَخْفى ، قد جهلوا ما يَلْزمهم
معرفتُه ، وأخَّروا ما يَجب عليهم تَقْدمتُه ، حتى صار القرآن عند كثيرين
نسياً منسياً ، والمشتغل به بعيداً قصياً ، فالحمد لله الذي أَلْهَمَ جماعة
من أولي البصائر : فَصَرَفوا إِلى القرآن عنايتهم ، وشَرَّعوا فيه للناس
الموارد ، ومهَّدوا فيه لهم المعاهد .
اللهم أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ
هُوَ لَكَ ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ،
أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي
عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ : أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ،
وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي(2) وَغَمِّي . وصلى
الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد ، وعلى آله وصحبه .
كتبه
__________
(1) رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن ، ح5027 .
(2) مقتبس من حديث رواه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة ، ح3704 ، 4306